في غياب الحلول التخطيطية وأمام الزحام المروري
ثابت السعدي: غياب التخطيط للمواقف ومداخل ومخارج حتي المشروعات الجديدة
مريط الهاجري: ينبغي تعميم فكرة المواقف المجمعة في مداخل المشروعات الكبيرة
م. أسامة جبر: مطلوب اعادة النظر في البنية التحتية لمنطقة الأبراج
سارة محمد: التفكير في المواقف يجب أن يسبق بناء الأبراج
تحقيق: حمدي أبو بري : ازدحامات شديدة، تأخر عن الدوامات، أعمال حفر، معاناة يومية، كانت تلك عناوين اجابات من التقيناهم للحديث عن مشكلة المواقف في منطقة الدفنة بابراجها الكبيرة، تلك المشكلة التي مازالت قائمة ومنذ فترة تبحث عن حل يراه الكثيرون سهلا وواضحا، ومنطقة الأبراج من المناطق الحيوية في الدوحة، حيث يوجد بها عدد كبير من الشركات والوزارات والمؤسسات الكبيرة الخاصة والعامة والهيئات الحكومية المترددون عليها بالآلاف يوميا خاصة في الفترة الصباحية، لكن هؤلاء تصادفهم في ذهابهم ومجيئهم مشكلة هامة تعيق قضاء مصالحهم ألا وهي مشكلة المواقف التي لا تخف وطاتها بل تزداد مع كل مشروع جديد في ظل شوارع ليست مهيأة وحفريات وأعمال مستمرة وازدحامات مرورية نتيجة كثرة المترددين وعدم استعداد الشوارع لتحمل كل هذه الأعداد ما فاقم حجم المشكلة. وقد أدي الأمر الي قيام بعض الموظفين ممن يعملون بمؤسسات وجهات حكومية وخاصة بالدفنة الي تغيير وظائفهم والبحث عن وظائف اخري لانهم علي حد قولهم اصبحت مشكلة لا حل لها ومعاناة يومية لا تنتهي
فهل شوارع الدفنة قادرة علي استيعاب آلاف من سكان الأبراج مع سياراتهم؟ ولماذا أصبح قضاء ساعة علي الأقل في البحث عن موقف أمراً روتينياً لكل من يدخل منطقة الأبراج في الدفنة سواء كان موظفاً في أحدها أو مراجعا لأي من المؤسسات الموجودة بها؟ وما هي الحلول الممكنة لهذه المشكلة الموجودة في اماكن اخري لكن تختلف صورتها حدة وتختلف اسبابها؟
يقول ثابت السعدي إنها مشكلة مستمرة لا تتوقف ولم تجد حلا جذريا حتي الان، والسبب الرئيس غياب التخطيط المسبق لحركة البناء والتشييد بالمنطقة للابراج والمباني الكبيرة، وأود ان أركز علي موضوع الدخول والخروج للمنطقة وهو ما صار صعبا جدا ويعيق انسيابية الحركة فيها وليس فقط مشكلة المواقف والبحث عنها، والغريب أنك تجد مشروعات كبيرة انفق عليها الملايين بل والمليارات وتعاني نفس المشكلة رغم كثرة سكانها وزوارها لكنها لم تلاحظ أو تدقق علي مسألة المداخل والمخارج، والمشكلة في الدفنة ليست في الأبراج فقط بل في كل المنطقة التي تصب علي الكورنيش في كل حركتها ما يخلق تكدسات كثيرة.
ويكمل مريط الهاجري الحديث فيشدد علي ضرورة تأمين وجود المواقف قبل البناء لاي برج من الابراج خاصة اسفل تلك الابراج والمباني بعدد الشقق داخل البرج أو المبني، والحقيقة ان التوجه الحالي في التجمعات الكبيرة هو عمل المواقف في مداخل المشروعات واستخدام الباص في الدخول او الخروج منعا للتكدس ومشكلة المواقف التي تحتاج لمساحات في كل مكان ولا يغيب عن أذهاننا ما يترتب علي الاضطرار للوقوف في أي مكان من مخالفة قوانين المرور والتعرض لغرامات ومخالفات نتيجة غياب المواقف التي تكفي الجميع او حتي الغالبية منهم.
أما المهندس أسامة جبر وهو مهندس معماري فيقول لابد قبل الشروع في بناء اي مبني او مجمع البحث عن الخدمات التي يحتاجها ذلك البرج أو هذا المشروع قبل اتمامه او الانتهاء منه والحقيقة ان منطقة الدفنة تتركز بها العديد من المؤسسات والوزارات ومنها التربية والتعليم واللجنة الاوليمبية ووزارة الاقتصاد والمحاكم والسيتي سنتر وبعض الوزارات الاخري بجانب الابراج والعمارات الشاهقة ما يفرض مراعاة توفير المواقف التي تستوعب حجم وعدد المترددين يوميا علي تلك المنطقة من موظفين وزوار واود أن انوه لخطوة تكدس السيارات حتي لا قدر الله في وجود حريق مثلا فسيارات الاطفاء ستجد معاناة في الدخول لتأدية واجبها
وتشير داليا دياب إلي ان المشاريع الكثيرة التي تحت الانشاء والتي تعبر عن النهضة العمرانية والانشائية الكبيرة الي تشهدها الدوحة وغيرها من المناطق طبعا وخاصة في منطقة الدفنة هي التي تخلق مشكلة المواقف لان تلك المشاريع تحتاج لمساحات لوضع مواد البناء بجانب تأمين عملية الحفر باسوار حولها ودخول سيارات النقل الكبيرة والمقطورات لنقل مواد البناء وانزالها، وللاسف بعض هذه المشاريع تسير ببطء وتأخذ وقتا أكبر مما هو مخطط لها ما يزيد من استمرار مشكلة المواقف فضلا عن اكتظاظ هذه المنطقة بالمنشآت الهامة والمؤسسات التي يتردد عليها آلاف المواطنين والمقيمين لمباشرة أعمالهم أو لإنهاء معاملاتهم
وهو نفس الرأي الذي قالته سارة محمد التي تري صعوبة ان تقدم حلولاً في هذه المنطقة حاليا فالأمور متشابكة ما بين مؤسسات تستقبل المراجعين وبين الابراج تحت الانشاء والحفريات في الشوراع ما يضاعف من حجم مشكلة كان من الممكن تجاوزها بالتخطيط المسبق والتطبيق الحازم لقوانين تتعلق بالبناء وتشييد الابراج فيما يتعلق بالمواقف، بجانب الحوادث المتكررة في المنطقة بسبب صعوبة الحركة فيها والخسائر الاقتصادية التي تترتب علي ضياع ساعات عمل كثيرة للمترددين علي المنطفة بوزاراتها ومصالحها العديدة.
لكن محمد المحمود كان اكثر المتضايقين من موضوع المواقف وحكي تجربة شخصية له عندما كان عدم وجود الموقف المناسب او اي موقف لسيارته هو اهم الاسباب التي دفعته لترك وظيفته في احدي المؤسسات داخل منطقة الابراج والانتقال لمكان آخر يتمتع بوفرة المواقف لانها في الحقيقة كانت مشكلة يومية وعبئاً تفكر فيه وانت في ذهابك للعمل ويستنزف ليس فقط وقتا ويهدره بل ومجهوداً وطاقة ويقودك للضيق وانت تستهل يومك، ويضيف لا أنسي أبدا حين جاء احد الزملاء لعمله اليومي وقبل الدوام بوقت كاف لكنه ظل يدور ساعة بالتمام والكمال حول المكان فلم يجد موقفا لسيارته فاتصل برئيسه المباشر في العمل فطلب منه الاخير أن يعود لبيته لانه يدرك حجم تلك المعاناة اليومية. إن الحديث عن طبيعة التخطيط العمراني للمنطقة وتلاصق الأبراج ومدي جاهزية المكان من حيث توافر المواقف لسيارات ساكني الأبراج ومدي جاهزية الشوارع لاستيعاب هذا الكم من السيارات في وقت واحد بجانب الحديث عن مدي قدرة شركات المقاولات التي تنفذ أعمال البناء في العمل داخل المنطقة يفرض نفسه باستمرار مع استمرار مشكلة المواقف التي تهدر الوقت والجهد والتركيز وكلها امور لها قيمتها المادية الكبيرة التي نحتاج لتوفيرها وعدم ضياعها وهنا تبرز اهمية وضرورة وضع خطط وبرامج عاجلة لوقف بعض مخالفات عدم التقيد بالقوانين والشروط والمواصفات التي وضعتها الدولة لتنظيم حركة البناء والتشييد وهي مسؤولية عدة جهات في الدولة يجب عليها تفعيل ما لديها من قوانين والحق اننا سمعنا كثيراً عن وجود شركة ستقوم بحل مشكلة مواقف أبراج الدفنة، في حين ان حل مشكلة مواقف الدفنة عند الكثيرين سهل وبسيط حيث ان أغلب الأبراج بجوارها مساحات أراض خالية، يمكن استغلالها وبناء مواقف متعددة الأدوار كما هو الحال في منطقة البنوك فالحل موجود ولا يحتاج الي شركات بدلا من استمرار المعاناة اليومية وبدلا من ان تظل منطقة الابراج تستنجد بالمسؤولين عن التخطيط قبل أن تكتمل خدماتها نظرا لتكدس العديد من سيارات المراجعين والموظفين في المصالح والمؤسسات التي انتقلت بدورها إلي هذه المنطقة بحثا عن الراحة من زحام وسط المدينة.
الثلاثاء يوليو 07, 2009 4:58 pm
